كم هو جميل عندما يمر الفنان بفترات من التأمل والتفكير الذاتي مما يؤدي إلى مجموعة من الأعمال التي تنبع من أعماق وعيه. النتيجة أكثر جمالا وقوة وأصالة من أي منتج للعقل الواعي. تم تقديم هذه المجموعة في معرض "قطوف" نايل ملا.
ee
قد نتفق مع رودان، وقد نختلف، المنحوتة جاهزة فقط في عيني النحات العظيم وبصيرته، ذلك الذي يقيس الصخر بعينيه وبقلبه، ذلك الذي يتماهى مع الطين، حتى لا نميِّز الطين من يديه العاشقتين، ذلك الذي لا يتوقف عن الهجس ليل نهار، بالعالم حوله، بالإنسان، رجا وامرأة، بالمحارب والفارس، بالحصان المبتور اليد، بالجندي الذاهب إلى المعركة، النحات هو ذلك الذي يصطاد رحلة الإنسان وصراعه المستمر مع الحياة.
مع هذين النحاتين المدهشين، العراقي معتصم الكبيسي، والسعودي محمد الثقفي، في معرض برونز، نجد هذا التناغم بينهما في مخاتلة الطين، وتطويعه، حتى يخلقا من هذه المادة الخالدة: البرونز، أعمالا مميزة ولافتة، وهما يضعان رؤيتيهما العميقتين في قطع فنية رائعة.
غرائب الفن المعاصر